Logo Arabcivil 2024

تغير المناخ و الطاقات البديلة من أجل تحول مستدام

تم تحديثه يوم 30 أغسطس, 2021 من طرف سهام أمصري

لا يوجد شك في أن تغير المناخ أضحى من أهم التحديات التي يواجهها العالم اليوم. من بين أسبابه العديدة، نجد الزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بالاضافة الى انبعاث الغازات الدفيئة الأخرى كالميثان، التي تؤدي بدورها الى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ، و ذوبان الجليد القطبي و اندلاع الحرائق كالتي شهدتها مؤخرا العديد من الدول خصوصا دول حوض المتوسط، و حدوث الفيضانات و الجفاف، كل هذا يؤثر بشكل مباشر على كل من التنوع البيولوجي و الماء و الغذاء والاقتصاد العالمي.

فمن المهم تطبيق تكنولوجيات جديدة تتكيف شيئا فشيئا مع هذه التحديات، كالحد من انبعاث الملوثات الى الغلاف الجوي أو تصريفها في الأنهار، و ذلك في اطار التحول الرقمي و ما يسمى بالتحول الأخضر. بهذه الطريقة المشاريع والاستراتيجيات التي سيتم تطويرها في السنوات القادمة يجب أن تتضمن النهج البيئي ، ومن الضروري الحصول على دعم والتزام الصناعة والمؤسسات والمجتمع بشكل عام.

يعد اليوم مجال توليد الطاقة من بين المجالات التي تتكيف مع التحديات الجديدة، خلال السنوات الماضية تراجعت تقنيات توليد الطاقة الملوثة، مثل محطات الوقود ومحطات الفحم، التي تعتبر أحد المصادر الرئيسية للغازات المسببة للاحتباس الحراري ، حيث تم استبدال هذه الأخيرة ، شيئًا فشيئًا ، بالطاقات المتجددة ومحطات توليد الطاقة التي تعمل بالدورة المركبة ذات انبعاثات أقل لثاني أكسيد الكربون من سابقاتها. بالاضافة الى غلق العديد من الدول الاوروبية لمحطات الطاقة النووية، و تعويض الطاقة الناتجة عنها بالطاقات المتجددة كالطاقة الريحية و الشمسية. نظرا لتقادم هذه البنيات فاستمرارها يمكن أن يشكل خطرا حقيقيا على المناطق المتواجدة بها.

يعد اليوم مجال توليد الطاقة من بين المجالات التي تتكيف مع التحديات الجديدة

تعتبر طاقة الرياح بديلاً مهما لمحطات توليد الطاقة التقليدية في المواقع التي تحتوي على مورد للرياح،اضافة الى ذلك يجب أن تتوفر المساحة الكافية لتثبيت عنفات الرياح، هناك مشاريع تعتمد على استغلال طاقة الرياح البحرية و المساحة في عرض البحر لتثبيت هذه المحطات لكنها تبقى تقنية جد مكلفة. على عكس الطاقة الشمسية اذا توفر عامل الشمس يمكن استغلال الاسطح وواجهات البنايات لتثبيت الألواح الشمسية في حال لم تتوفر المساحة الكافية لذلك. أو استعمال الالواح الشمسية العائمة على خزانات السدود لمنع تبخر المياه، و استغلال هذه المساحة لتوفير الطاقة.

حاليا تسمح مصادر الطاقة المتجددة بتنفيذ حلول تسمح بتخفيف من اثار الجفاف الناتج عن تغير المناخ، مثلا العديد من الدول تعاني من نقص حاد في الموارد المائية، لمعالجة هذا النقص تلجأ هذه الأخيرة الى تحلية مياه البحر باستعمال الطاقة المتجددة، يعد المغرب من بين الدول التي اعتمدت هذا النموذج، حيث تعد محطة اكادير لتحلية مياه البحر للتزود بالماء الشروب و مياه الري من أهم المشاريع في المنطقة لاعتمادها في التشغيل على الطاقة المتجددة، و ذلك بربط هذه الأخيرة بمحطة لتوليد الطاقة الريحية. يعد القطاع الفلاحي من بين القطاعات التي تشهد هذا التحول الطاقي حيث أصبحت تتجه نحو استعمال مصادر الطاقة المتجددة لضخ المياه، وذلك بربط المضخات بالألواح الشمسية، لتوفير المياه الضرورية للري.

تسمح مصادر الطاقة المتجددة بتنفيذ حلول تسمح بتخفيف من اثار الجفاف الناتج عن تغير المناخ

تلعب الهندسة دورًا كبيرا في تطوير الطاقة المتجددة، على سبيل المثال نذكر الطاقة الشمسية للاستهلاك الذاتي على الأسطح، التي يتم تصميمها لملائمة احتيجات المستخدم ،و التي بامكانها أن تساهم بخلق استثمارات مهمة، و انعاش الشركات المتخصصة في هذا المجال.

و أخيرًا ، من المهم التأكيد على الدور الرئيسي الذي ستستمر في لعبه الهندسة  في هذا التحول الأخضر ، من البحث والتطوير لتقنيات جديدة أخرى مثل الهيدروجين المتجدد ، إلى احتياجات التصميم المهمة التي ستتطلب تدريبًا مكثفًا في مجالات الهندسة المختلفة لضمان نجاحها.

من المهم التأكيد على الدور الرئيسي الذي ستستمر في لعبه الهندسة  في هذا التحول الأخضر

يمكننا القول أننا نتعامل مع مستقبل مقلق يجب أن نبنيه بطريقة أكثر ابتكارًا واستدامة.

 

اطّلع على المزيد

مساهمة في تنمية المدنية العربية
جميع الحقوق محفوظة © Arabcivil 2024